توزع أكثر من خمسين طفلاً منذ صباح أمس الجمعة في أرجاء مسرح معرض دمشق الدولي القديم للمشاركة في ورشة النحات الصغير للأطفال التي تقام ضمن فعاليات مهرجان شكسبير بدمشق .
وبدت حماسة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و12 عاماً لافتة للانتباه وهم يصوغون بأناملهم الناعمة مستخدمين خامة الصلصال ما يخطر ببالهم من أفكار ليحولوها إلى مجسمات وأشكال متنوعة استمدوها من فضاء خيالهم أو مشاهداتهم اليومية .
ويرى النحات " مصطفى علي " الذي يشرف على تدريب الأطفال ومساعدتهم فنياً أن الورشة لا تهدف إلى تخريج نحاتين محترفين ولا يمكنها ذلك لكنها تهدف إلى تنمية الذائقة الفنية عند الأطفال وتعريفهم بقيمة العمل الفني ودلالاته الأساسية وقال في تصريح لوكالة سانا: إن الطفل فنان بالفطرة من خلال أفكاره العفوية ويستطيع أن يعبر ببعض الأدوات الفنية عما يجول بداخله .
وأضاف إن الفنون تنمي المدارك وتقوي الأحاسيس وتعلم الإنسان كيف يصنع الحياة لافتاً إلى أهمية تأسيس الأطفال فنياً وإعدادهم بشكل مدروس لتحقيق هذه الغاية .
وعما يقدمه للأطفال في ورشة النحت التي تقام في يومي الجمعة والسبت على مدار ثلاثة أسابيع أوضح علي أنه يترك للطفل كامل الحرية في تجسيد الفكرة التي يجدها مناسبة ويساعده من الناحية التقنية في تكوين الشكل ويقدم له شرحاً عن كيفية إظهار تفاصيله ليكون أكثر تعبيراً ودلالة .
ونصح النحات علي الأهل بالعمل على تنمية المواهب التي يملكها أطفالهم وتكريسها من خلال تعريفهم بما يحبونه وتوفير الفرص لذلك مشيراً إلى أهمية النشاط الفني الذي يتلقاه الطفل في المدرسة لما له من دور في نجاح الطفل في المستقبل ضمن أي مجال يختاره .
وختم " علي " بالقول إن الفن حاجة وضرورة لحياة الإنسان وبما أننا في القرن الحادي والعشرين يجب علينا أن نتعلم ونعلم أولادنا كيفية تذوق الفن والمحافظة عليه واحترام مبدعيه .
ومن جانبه قال " عمار إسماعيل " مدير المهرجان إن النشاطات التي يضمها هذا الحدث تتوجه لجميع أفراد العائلة مشيراً إلى أن هذه النشاطات تتنوع بين العروض المسرحية ومعرض الكتاب وورش العمل ومسابقة الرسم وغيرها .
وفيما يتعلق بورشة النحات الصغير المرافقة للمهرجان أوضح إسماعيل أن الهدف منها هو إقامة علاقة تفاعلية بين الأطفال وهذا الفن حيث يقومون بعملهم على مرأى من أهاليهم وقال.. إن هذه الورشة تخلق نوعاً من التواصل بين الأطفال والفنون وتعرفهم بأهميتها من خلال إنجاز بعض الأفكار الطفولية كأسلوب في مخاطبة الذوق العام والارتقاء به بشكل غير مباشر ويشكل حافزاً لاستنهاض الإبداع لديهم في المستقبل .
ورغم أن بعض الأطفال يمسك للمرة الأولى بمادة الطين ويصنعون منه أشكالاً فنية وتجسيدات تقترب من هوايتهم في اللعب إلا أنهم في هذه الورشة وجدوا الفرصة لتعلم مبادئ فن النحت بإشراف وتوجيه فنانين مختصين ووسط عبارات التشجيع والإعجاب من قبل ذويهم .
وأشارت الصحفية "زينة جبارة" التي أتت بابنتها لتشارك بالورشة إلى أهمية إعطاء الفرصة للطفل الموهوب ليظهر إمكاناته والتعبير عن أفكاره من خلال التشكيل وقالت.. إنني أنطلق في ذلك مما كنت أعيش في طفولتي إذ إنني كنت أحب الرسم ولم تتوفر لي مثل هذه الفرصة التي يستطيع فيها الطفل الاستفادة من ملاحظات المشرفين .
فيما عبرت ابنتها نايا منصور التي مازالت طالبة في الصف الخامس عن سعادتها بالمشاركة في هذه الورشة إلى جانب الأطفال الآخرين .
وقالت" نايا" 11 عاماً التي ازدانت يداها ببقايا من معجون الصلصال.. إنني استفدت كثيراً من ملاحظات الفنان مصطفى علي الذي أبدى إعجابه بمجسم الوجه الإنساني الذي أظهرت فيه أهمية الابتسامة في حياة الإنسان .
في حين لفت المؤلف الموسيقي مروان نخلة الذي جاء بصحبة ابنتيه إلى أهمية توعية الأطفال وتوعيتهم على الفنون منذ الصغر لما لذلك من دور إيجابي في حياتهم مستقبلاً وقال.. إن مثل هذه النشاطات تسهم في إطلاق خيال الطفل وتوفر له فسحة من إبداء الرأي ويمكن من خلالها أن يتعرف الوالدان على ما يفكر به أطفالهم .
وقالت الطفلة "زينة نخلة" 8 سنوات التي مازالت في الصف الثالث.. اشتركت في هذه الورشة بتشجيع من والدي ولأنني أحب أن أشتغل أشكالاً وهياكل بشكل فني .
وترى "زينة" التي تتعلم العزف على الكمان في معهد صلحي الوادي أنها بقدر ما تحب الموسيقا وتتقنها تحاول التعرف على كيفية تكوين الأشكال بالمعجون وطريقة بنائها .
يشار إلى أن مهرجان شكسبير الذي يقام بالتعاون مع مديرية المسارح والموسيقا تستمر فعالياته حتى نهاية الشهر الجاري ويضم مجموعة من الفعاليات الثقافية المتنوعة بينها عرض مسرحية الليلة الثانية عشرة لوليم شكسبير وورشة عمل للدراما المسرحية بالتعاون مع مسرح برمنغهام البريطاني ومعرض للكتاب باللغة الإنكليزية ومسابقة رسم للأطفال ومعرض فني يعرض فيه الأعمال الفائزة من مسابقة الرسم والأعمال المميزة من ورشة النحات الصغير وصور ضوئية عن مراحل العمل ويعود ريع المعرض لدعم الأطفال المصابين بالسرطان .
عكس السير