ناشدت عائلة الصبي لحرش نجيب البالغ من العمر 03 سنوات وثمانية أشهر، كافة أفراد الشعب الجزائري - عبر رسالة اختاروا لها "رسالة من طفل جزائري إلى كافة الشعب الجزائري" عنوانا أن يقفوا معهم وقفة رجل واحد لمنح ابنهم فرصة للعيش حياة عادية كأقرانه، في ظل المعاناة التي يتجرعون مرارتها منذ أن رأى ابنهم النور بمستشفى أحميدة بن عجيلة بالأغواط، غداة يوم من شهر نوفمبر2008، وهذا كله بسبب تشوه خلقي على مستوى المثانة والجهاز التناسلي زيادة على تفتق في الصرة في غياب عضلات البطن، ما استدعى من الطبيب الجراح وقتها بالتوصية بنقل الصغير على وجه السرعة إلى العاصمة، وحدث ذلك في ظروف أقل ما يقال عنها إنها سيئة جدا -حدثنا عنها عم الضحية - بعد أن طافوا عديد المشافي التي لم تتكفل بالصبي لسبب أو لآخر، ولولا مسؤولو مستشفى حسان بادي بالحراش لحدث ما قد لا يحمد عقباه، وهي الفترة التي امتدت من يوم 17 نوفمبر 2008 إلى غاية 25 من نفس الشهر، لم يكن فيها قوت الصبي غير السكر والماء.
ومنذ ذلك الوقت ومواعيد العلاج والفحوصات والتصوير بالأشعة تتوالى دون جدوى، وحتى التدخلات مع الوزارة لم تجد نفعا، في ظل التشنج الذي ظل حاصلا بين الوزارة والأخصائيين، بينهم "بروفيسور" مختص في جراحة الأطفال بمستشفى بني مسوس رفض حتى التعامل مع أهل الصبي، بحجة أنه موصى عليهم من قبل الوزارة التي لديه - حسبه - مشاكل خاصة معها، دون الخوض بالحديث في العبارات التي تفوه بها في مرحلة هستيرية متقدمة، دخل فيها البروفيسور وهو يحادث أهل الصبي الذين يرجون عطفا بسيطا يزيل عنهم ليل المعاناة الفضيع ليس إلا، والغريب في الأمر أن توصيات مصالح الرئاسة إثر الرسالة التي سلمت لبوتفليقة أثناء زيارته للأغواط ديسمبر الفارط -حسب رسالة العائلة- لم تلق أي صدى إيجابي عدا السؤال والاستفسار وطلب ملف مفصل من قبل المسؤولين المحليين، وبعد أن فقد والد الصبي الأمل في مسؤولي بلاده لعلاج فلذة كبده، أجرى عدة اتصالات بالخارج كللت كلها بالترحاب من قبل خيرة مستشفيات العالم إلا أن التكاليف وقفت حائلا وحجر عثرة دون تسريع عملية التكفل أمام قلة حيلة الوالد الموظف الذي يعيل 10 أفراد.
فمستشفى بوسطن بالولايت المتحدة الأمريكية طلب 230 ألف دولار، وهو ما يعادل نحو ملياري سنتيم، فيما طالب مستشفى بورتلند بالمملكة المتحدة مبلغ 50 ألف جنيه إسترليني أي ما يعادل650 مليون سنيتم تقريبا بالعملة الوطنية. في حين يكلف علاج الصبي بمستشفى نيكار بفرنسا 80 ألف يورو، أي حوالي 850 مليون سنتيم وفق أسعار التبديل الرسمية بطبيعة الحال. وما استغرب له أهل الطفل هو رفض بروفيسور مختص بمستشفى بني مسوس منحه تقريرا مفصلا عن حالته الصحية حتى يستغله من أجل العلاج في الخارج تحت كفالة الضمان الاجتماعي الذي ينتمي إليه والد الطفل، على الرغم من معاودته الكرة ثانية بمستشفى الأبيار، اعتبارا وأنه لا يمكن القيام بالعلاج بالمرور عبر مصالح الضمان بدون تقرير من قبل بروفيسور مختص، لتبقى حالة الصبي تراوح مكانها دون رحمة ولا شفقة من قبل القائمين على القطاع الصحي، ونجيب يردد على لسان والده -وسط لوعة وذهول الأهل- لماذا أختلف عن أقراني؟ ولماذا يرفض الكل منحي فرصة لأعيش حياة عادية مثل الآخرين في مثل سني؟ ولماذا منعت حتى من مشاهدة الألعاب النارية في احتفالية خمسينية الثورة التي لا تتكرر. أسئلة جاءت على لسان الوالد المهموم للقاضي الأول في البلاد ويده على قلبه يترقب وأفراد العائلة بارقة الأمل في كل حين.